ثم أتت المدرسة الثانوية، وجاءت معها نتيجة امتحان القبول في كلية الطب—حصلت على 99% ولكن لم أدخل. شعرت وكأن الأرض زلزلت من تحتي؛ كل تلك السنوات من الحلم والجهد، وتبخر كل شيء في لحظة. لكني لم أستسلم. بدلًا من ذلك، غيرت مساري إلى الهندسة الطبية الحيوية. ربما لم تكن الطب تمامًا، لكنها كانت مزيجًا بين العلم والتكنولوجيا، وهو ما ظل يشعل شغفي.

المرونة تنمو من الفشل، وطريقتنا في التكيّف والنهوض هي ما يعرّفنا.

تخرجت في عام 2005 بدرجة في الهندسة الطبية الحيوية، وحصلت على وظيفة كمشرف مبيعات. بدا ذلك قرارًا عمليًا ومستقرًا—كان لدي راتب ووظيفة محترمة—لكن الحقيقة أنني لم أشعر بالشغف أو الرضا. كنت أقوم بعملي بجد، لكنني كنت أتساءل في كل يوم: “هل هذا هو ما جئت لأفعله حقًا؟” كان هناك شيء مفقود.

تجاوز دورٍ ما أمر طبيعي، فلا تخف من ترك ما لم يعد يناسب نموّك.

In 2006, I decided to pursue a Master’s degree, enrolling in a double program for Engineering Management and IT Management. It was a big decision, but I knew I needed more. More knowledge, more tools to tackle the complex world of business and technology. I spent the next three years, from 2006 to 2009, immersed in my studies. It was an eye-opening time, where I learned not only new skills but also how to think in broader, more strategic ways.

النمو يأتي من التجربة والتأمل، لا من الشهادة فقط.

بحلول عام 2010، بدأت عملي في قطاع البنوك، حيث توليت أدوارًا في إدارة المشاريع وتطوير الأعمال واستراتيجية توسعة الفروع. بدا كل شيء مستقرًا ومحترمًا، لكن في داخلي شعرت بأنني أعيش على “الطيار الآلي”. كلما حققت إنجازًا جديدًا، كان الشعور بالفراغ يعود سريعًا. وفي عام 2017، اتخذت قرارًا جريئًا بالتراجع عن هذا الطريق والبحث عمّا يهمني حقًا.

"النجاح الحقيقي ينبع من الإشباع، لا من الأمان الوظيفي فقط. "اعرف قيمك""

قررت حينها العمل مع مدرب محترف—وكان ذلك بمثابة نقطة التحوّل. بدأت رحلة استكشاف داخلي: نقاط قوتي، مخاوفي، وأحلامي الحقيقية. لم يكن الأمر سهلاً، لكنه كان بالضبط ما أحتاجه. اكتشفت شغفي بمساعدة الآخرين على إيجاد مساراتهم، فقررت أن أُصبح مدربًا معتمدًا في عام 2020.

معرفة الذات هي الخطوة الأولى نحو التغيير الحقيقي.

في عام 2021، توليت دورًا جديدًا كمدير تسويق. بدأت أخيرًا في تجميع القطع معًا — هذا هو نوع القيادة والرؤية التي كنت أبحث عنها. حصلت على خبرة التسويق التي كنت أبحث عنها، وكان ذلك إنجازًا كبيرًا. لكن كان لا يزال هناك المزيد لأتعلمه. لذا، قررت الغوص في مجال الاستشارات. انضممت إلى شركة، حصلت على شهادات من هارفارد في استراتيجية الأعمال، وأصبحت مدربًا معتمدًا للفرق. كانت هذه هي الأدوات التي أحتاجها حقًا لمساعدة الآخرين، لأصبح قائدًا ومستشارًا أفضل. ولكن بعيدًا عن الألقاب والشهادات، أتيحت لي الفرصة لتطبيق ما تعلمته عمليًا.

النمو يتحقق بالفعل، ومساعدة الآخرين تنمّي ذاتك أيضًا.

في عام 2022، بدأت في تنفيذ المشاريع التي كنت أحلم بها. بدأت في تقديم ورش العمل، والتحدث في المؤتمرات، والعمل مع العملاء بشكل مباشر. من خلال هذه التجارب، وجدت أن الوضوح لا يأتي من التفكير فقط، بل من الفعل. كل خطوة كنت أتخذها كانت تكشف لي المزيد عن نفسي وعن المسار الذي يجب أن أسلكه.

الوضوح يأتي من الحركة. "الزخم يكشف الطريق".

عند تأملي في مسيرتي الماضية، تعلمتُ أن الحياة لا تسير دائمًا وفق خططنا—وهذا طبيعي. لقد واجهتُ الفشل، وتعثرتُ، وانغمستُ في لحظات من الشك، لكن كل تلك التجارب قادتني إلى ما أنا عليه اليوم. اكتشفتُ أن العثور على شغفك ليس مسارًا مستقيمًا، بل رحلة متعرجة مليئة بالتحديات والفرص. ولكن، إذا وثقت بالعملية وبقيت منفتحًا على التحول، فسوف تجد الطريق في النهاية. لم تكن رحلتي سهلة، لكنها كانت جديرة بكل جهدٍ وبكل درسٍ تعلمته. واليوم، أنا هنا لأساندك في خوض نفس الرحلة، ومشاركة الدروس المستفادة حتى تصل إلى حيث تريد أن تكون.

النمو يكمن في الرحلة، لا في الوجهة فقط. "احتضن كل خطوة".

وها أنا اليوم. لقد قطعتُ شوطًا طويلًا منذ ذلك الطفل الذي كان في السابعة يحلم بأن يصبح طبيبًا، ولن أغيّر شيئًا مما مررت بهُ. الرحلة لم تنتهِ بعد. لا يزال أمامي الكثير لأتعلمَه، وأقدّمه، وأنمو فيه. ولكنّي الآن في المكان الذي يفترض بي أن أكون فيه—أعيش حياةً تتماشى مع شغفي وقيمي. وإذا كان هناك درس واحد اكتسبته خلال هذه الرحلة، فهو أنّ لكلٍّ منا القدرة على إعادة اختراع نفسه، واتباع قلبه، وبناء حياةٍ تنبض بالصدق تجاه ذاته.

لم يفت الأوان أبدًا للنمو. "إعادة الابتكار ممكنة دائمًا"